Page 106 - web
P. 106
بالتعاون مع صحيفة مقالات وأراء
الكاتب :عيسي نهاري أعين أميركية تستقصي
مشـــهد الإرهــــاب
بـ«التفــــاؤل الحـــذر»
رئيس لتطرف «داعش» ،مشيراً إلى أن الظروف المروعة تلقت التنظيمات الإرهابية في السنوات القليلة الماضية حذر «المركز الوطني
في المخيم تجعلهم أكثر عرضة للفكر المتطرف ،ولذلك ضربات موجهة شلت قدراتها على تنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب» من
فإن أحد الأهداف قصيرة المدى للتحالف الدولي الذي واسعة النطاق ،إذ ضاق الخناق بها كثيراً بعد العملية التهديد الذي يشكله
تقوده واشنطن ضد «داعش» تقليل تأثير التنظيم الأميركية التي قضت على زعيم تنظيم «داعش» المتطرفون ذوو الدوافع
البغدادي في ،2019والغارة الجوية التي قتلت زعيم العنصرية والعرقية وما
الإرهابي في سكان مخيم الهول. لهم من روابط كبيرة
هذه التأملات التي شاركها قائد القيادة المركزية تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري العام الماضي. بالجهات الفاعلة العابرة
الأميركية تقاطعت مع تقرير «مشهد التهديد الإرهابي لكن هزيمة «داعش» إقليمياً ،وتفكيك قدراته على للحدود التي تشجع
لعام »2023الذي قدمته كريستين أبو زيد مديرة المركز السيطرة على مساحات كبيرة في العراق وسوريا لا مؤامراتها وأيديولوجيتها
الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة ،ونشره تعنيان أنه لم يعد يشكل تهديداً ،فالولايات المتحدة المعلنة أولئك الذين
«معهد واشنطن» المتخصص في دراسات الشرق ما زالت تحذر من أن الأيديولوجيا التي تحرك التنظيم يتأثرون برسائلها على
الأوسط ،إذ يشدد التقييم على النهج الأميركي الذي ما زالت «طليقة وغير مقيدة» ،بحسب الجنرال مايكل الحشد لممارسة العنف
يرى أن الحرب على الإرهاب ما زالت قائمة وملحة،
وإن انخفض زخمها ومواردها لحساب أزمات دولية كوريلا ،قائد القيادة المركزية الأميركية.
أخرى ،وأنها يجب أن تنظر للأشكال المختلفة من الجنرال الأميركي قال في إحاطة حضرتها «اندبندنت
التطرف ،محلية كانت أو خارجية ،وتراقب البؤر عربية» أواخر العام الماضي :إن «داعش» ما زال قادراً
على تنفيذ عمليات في المنطقة ،ولديه الرغبة في الضرب
المعرضة لتفشي الأيديولوجيات المتشددة. خارجها ،فعلى رغم تدهور أوضاع التنظيم في العراق
خطر الإرهاب الفردي وسوريا ،فإنه ما زال يشكل خطورة من خلال ثلاث
فئات ،الأولى ،الجيل الحالي من القادة والمقاتلين
يرى مركز مكافحة الإرهاب أن التطرف يواصل تأجيج الذين ما زالوا يخططون للعمليات الإرهابية وينشرون
التهديدات ضد الغرب في رقعة متسعة من الأراضي أيديولوجيتهم المتطرفة ،والثانية المقاتلون المحتجزون
تمتد من الساحل الإفريقي إلى جنوب شرقي آسيا، الذين يصل عددهم قرابة 10آلاف في سوريا ،ونحو
ويسهم هذا التطرف في تدهور الأوضاع الإنسانية في
بعض المناطق مثل أفغانستان والصومال واليمن، 10آلاف في العراق.
حيث تعمل منظمات إرهابية كـ«داعش» و«القاعدة» أما الفئة الثالثة والمهددة لفرص إلحاق «الهزيمة
على استغلال أوضاع الدول النامية ،وعدم الاستقرار الدائمة» بـ«داعش» بحسب تعبير الجنرال الأميركي
السياسي فيها ،وضعف سلطة الدولة ،لترسيخ فهي الجيل القادم من معتنقي عقيدة التنظيم،
وهم «عبارة عن أكثر من 25ألف طفل في مخيم
أفكارها والتقرب من السكان المحليين. الهول للاجئين شرق سوريا معرضون لخطر التلقين
وبحسب التقييم الأميركي لحال الإرهاب عالمياً ،فإن العقائدي» ،إذ يقول كوريلا :إن هؤلاء الأطفال هدف
التهديد الذي يشكله تنظيما «القاعدة» و«داعش»
104